الأحد، 28 ديسمبر 2014

تعريف المخطوط:مدخل عام



تعتبر المخطوطات كنزا حضاريا و تاريخيا وثقافيا،يمثل عراقة الشعوب التي تفتخر بتاريخها وحضارتها،ونظرا لما تمثله من قيمة علمية وتاريخية حيث تعتبر أكثر حجة ومصداقية ومن أكثر الدلائل و البراهين على مدى تقدم وتطور العرب في شتى العلوم لذلك اهتمت معظم المراكز بجمع وحماية هذا الرصيد من التلف و الضياع وقد حاولنا من خلال بحثنا هذا معرفة ماهو المخطوط وأهميته وأنواعه



1- تعريف المخطوط:
1.1.التعريف اللغوي: كلمة مخطوطة مشتقة من الفعل خط يخط، أي كتب وصور اللفظ بحروف    هجائية.
  1-2.التعريف  الاصطلاحي للمخطوط:    
إن المخطوطات ذلك النوع من الكتب التي كتبت بخط اليد لعدم وجود الطباعة وقت تأليفها وتمثل المخطوطات مصادر أولية للمعلومات، موثقة وتخص دراسة موضوعات متعددة، ويعتمد عدد من الباحثين بشكل كلي أو جزئي على المعلومات الواردة في المخطوطات.
أما المعاجم و الموسوعات الأجنبية فقد أوردت تعريفات متعددة للمخطوط وقد عرفهlibrarians glossary   بأنه عبارة عن وثيقة من أي نوع أو نص موسيقى أو أعمال أدبية مكتوبة باليد
ويقول الهمشري : أن المخطوطات ذلك النوع من الكتب التي كتبت بخط اليد لعدم وجود الطباعة كما يعرفه معجم المصطلحات المخطوط العربي  قاموس كوديكولوجي لأحمد شوقي بنين ومصطفى طوبي بان المخطوط Manuscrit هو الذي كتب باليد وهو مصطلح حديث ظهر مع ظهور الكتاب المطبوع
وعليه نخلص إلى تعريف إجرائي أنه بالرغم من تعدد وجهات النظر فيما يمكن أن نطلق عليه مخطوط نرى أنه كل وثيقة كتبت بخط اليد سواء من مؤلفها أم أحد تلاميذته أم من أحد النساخ قبل انتشار الفعلي لوسائل الطباعة

2.لمحة تاريخية عن المخطوط العربي :
  لا نستطيع أن نؤرخ للتدوين والتأليف عند العرب إلا بعد  ظهور الإسلام، فقد كان المسلمون الأوائل يعتمدون الذاكرة في استظهار وحفظ القرآن الكريم ولم تأخذ الكتابة العربية دورها الكبير إلا عندما قرر الخلفاء الراشدون تدوين القرآن الكريم، وكان ذلك في عهد الخليفة عثمان بن عفان في منتصف القرن السابع الميلادي، ومع انتشار القرآن والدعوة الإسلامية في عموم الأقطار، انتشرت الكتابة العربية انتشارا واسعا حتى صارت من أكبر الكتابات انتشارا في العالم، والكتابة العربية استعملت في لغات عديدة غير عربية منها الفارسية، الأفغانية، والتركية ، اعتنى المسلمون بالمخطوطات عناية كبيرة لكونها السبيل الوحيد للحفاظ على ما أنتجه العقل العربي الإسلامي من مصنفات ورسائل موضوعها كتاب الله الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فجعلوا منها تحفا فنية ثمينة تركوا فيها تراثا فنيا عظيما، ويكفي أن نشير إلى حجم هذا التراث الإسلامي من خلال ما تحتفظ به متاحف ومكتبات العالم، إذ يوجد بمدينة إسطنبول وحدها حوالي 124 ألف من المخطوطات النادرة معظمها لم يدرس من قبل ،بخلاف ما يوجد في مصر والمغرب تونس، الهند، وإيران وسائر المتاحف والمكتبات العالمية. تطورت صناعة المخطوط العربي الإسلامي بشكل لم يسبق له مثيل في أي فن من الفنون السابقة حيث امتازت بدقة زخارفها المذهلة وجاذبية صورها وإبداع ألوانها وجمال خطها ورشاقته، إذ تشهد على ما وصل إليه فن صناعة المخطوط في العصر الإسلامي والعناية بجودة الخط في ربوع العالم الإسلامي، فقد كان الخطاطون يتمتعون بمكانة مرموقة وخاصة في العراق، إيران ،مصر وتركيا لانشغالهم بكتابة مخطوطات الأدب والشعر ومما يؤسف له أن شطرا كبيرا من هذه المخطوطات التي ازدانت بها المكتبات العربية الإسلامية ضاع بسبب ما تعرضت له الدولة العربية الإسلامية من حروب وفتن وغزوات  أشهرها عندما اقتحم هولاكو بجيوشه بغداد عام 1258م، حيث ألقيت مئات الآلاف من المخطوطات في نهر دجلة، كما ذكر كثير من المؤرخين أن التتار قتلوا في العراق 24 ألفا من العلماء، كذلك حين سقوط غرناطة في يد الإسبان عام 1492م، أحرقت عشرات الآلاف من المخطوطات، أما الذي سلم من هذه الكوارث والنكبات فقد نقل معظمه إلى دور المخطوطات والأديرة والمتاحف الأجنبية خلال الحروب الصليبية ثم من خلال الاستعمار الحديث للبلاد العربية ويقدرها معهد المخطوطات العربية بحوالي ثالثة ملايين مخطوط.
 و خلاصة القول: أن البلاد العربية الإسلامية لقد حظيت بتراث علمي وثقافي مخطوط قبل  أن حظيت مثله أمة من الأمم عبر التاريخ، ولا يتمثل ذلك في كثرته وحجمه فحسب بل في محتوياته العلمية والأدبية والثقافية والتاريخية ليشمل العالم القديم
3-أهمية المخطوطات:
أهمية المخطوطات كبيرة جدا، فعلم هذه الأمة وتاريخها مدون فيها، ومدون فيها الوحي وتفسيره، أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وشروحها، وفقه الأمة، وتاريخها ولغتها وغير ذلك، وأمة بلا ذلك ليست أمة، ولا شك أننا مازلنا حتى اليوم في حاجة ماسة إليها، بل إنه كلما تقدمت بنا السنين ازدادت حاجتنا وحاجة الأمة عامة إليها.وتتمثل أهمية المخطوطات فيمايلي:
·       - دراسة التاريخ ونشر التراث لبعالمي و العربي
·       - إعطاء الدراسات طابع علمي إذ يعتبر مادة خصبة للبحث
·       - الإدلاء بمعلومات قيمة تحمل الطابع التاريخي
·       - المخطوط حلقة توصل الماضي بالحاضر (التأريخ)




4.أنواع المخطوطات العربية:
 تنقسم المخطوطات العربية من حيث طبيعتها إلى ستة أنواع أهمها :
4-1المخطوط الأم: . و هو الذي كتب بخط المؤلف و يستوفي هذا النوع الملامح المادية للمخطوط العربي و قد كان المؤلفون من العرب يضعون نسخة الأم بخزانة دار الخلافة حتى تصبح مراجعتها و استنساخ نظائرها و مقابلتها سهلة ميسورة.
لوسيط جغرافيا وتاريخيا
4-2.المخطوط المنسوب: وهو المتولد من المخطوط الأم و المقابل عليه ويتم التعامل معه بنفس الدرجة من الصحة.
4-3.المخطوط المرحلي: وهو الذي يؤلف على مراحل ،فيؤلف أول مرة وينشر بين الناس ثم يضيف المؤلف إضافة تزيد على ما في المرحلة السابقة مثل:كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان و كتاب أنصاف الأعزة في تاريخ غزة لمعان الطباع.
5.4.المخطوط المبهم: ويمكن أن نسميه المقطوع أو المعيب لأنه يرتفع بنسبته إلى المخطوط الأم، و صحته غير موثوق بها و فيه عيوب كنقصان الورقة الأولى التي يحتوي على اسم المؤلف و العنوان أو قد يكون فيه تقديم وتأخير أو تكرار....و سبل تصحيحه أن تحلل جميع حروفه بالمقابلة مع المخطوطات.
 6.4.المخطوط المصور:في كثير من الدراسات المتعلقة بالفنون الإسلامية نجد أن الكثير من المخطوطات مصورة، ودراسة هذا النوع تتطلب معرفة و دراية بأمور التصوير و خبرة فنية لمعرفة ما تحتويه الصور من لمسات فنية و تغييرات كتابية
6.4.المخطوط على شكل مجاميع: توجد مخطوطات كثيرة ضمن اسم مجمع أو مجاميع، ويكون المجموع مجلد يحتوي على عدد من المؤلفات الخطية أو الأجزاء الصغيرة أو الرسائل.
5-الأدوات التي يكتب عليها المخطوط:
  ففي عصر البداوة كانت المواد التي يكتب عليها مشتقة من صميم البيئة الصحراوية التي يعيش فيها العرب ومن أجل هدا نراهم يكتبون على:
1-العسب و الكرانيف:أكثر المواد شيوعا واستعمالا في الكتابة نظرا لتوافرها وسهولة الحصول عليها والعسب جمع عسيب وهي جريدة النخل إذ نحي عنه غوصه أما الكرانيف فجمع كرنافة وتسمى أيضا الكرب بعد قطع السعف منه وهي السعفة الغليظ الملتصق بجدع النخلة .
2-الأكتاف و الأضلاع:وهي عظام أكتاف  وأضلاع بعض الحيوانات وخاصة الكبيرة منها كالإبل ونحوها.
3-اللخاف :وهي حجارة البيضاء عريضة ورقيقة
4-الجلود: وهي جلود الحيوانات ومن أشهرما استخدم منها في الكتابة الرق و الأديم و القضيم وقد سمي الرق بهذا الاسم لأن الجلد كان يرق ليصبح صالحا للكتابة عليه و الأديم هو الجلد الأحمر أو المدبوغ,أما القضيم فهو الجلد الأبيض الذي يكتب فيه
 5-المهارق: و هي الصحف البيضاء من القماش الأبيض اللون ، مفردها مهرق و هو لفظ فارسي معرب، يعرفه ابن منظور بأنه ثوب حرير أبيض يسقى بالصمغ و يصقل ثم يكتب فيهوهذا النوع من مواد الكتابة كان نادرا في بلاد العرب لأنه كان يجلب مع القوافل التجارية ولم يكن يستعمل الا في كتابة الأمور العظيمة و الهامة كالعهود و المواثيق..
أتيح للعرب في العصر الإسلامي أن يتعرفوا على مادتين جديدتين للكتابة و هما البردي و القباطي، حيث البردي من الحاصلات الخاصة التي كانت تنبتها مصر، و هو لباب ليفي لزج يقطع إلى شرائح طولية بعد قشرها، و كانت الكتابة تتم عادة على الوجه الأفقي منها، و كانت مصر هي البلد الذي يمد سائر الأقطار بأوراق البردي
6-القباطي :مفرده قبطية,وهو من فصيلة المهارق إذ أنه نسيج من القماش الأبيض غير أنه ينفرد بخصائص وسمات تميزه عن غيره فهو من الكتان الناصع البياض و النقاء ،ويقال أن المعلقات كتبت على قماش القباطي بماء الذهب
7-الورق :يعتبر الورق من أهم المنجزات الحضارية عبر التاريخ
6-الأدوات التي يكتب بها المخطوط
6-1الأقلام:كان العرب يطلقون على القلم لفظ اليراع والمزبر أخد من قولهم زبرت الكتاب أي أتقنت كتابته,هناك عدة من أقلام العربية وذلك لأن كل مادة يكتب عليها تحتاج لأداة معينة يكتب بها ومن أشهر الأنواع التي شاء استخدامها قديما قلم البوص :وهو يصنع من البوص وأحيانا يسمى قلم القصب
6-2قلم الخشب :وهو يصنع من أغصان الأشجار
6-3قلم العظم :وكان يصنع من العظام الرفيعة ،قلم الريش :وكانوا يأخدونه  من ريش الطيور خاصة ريش الذيل
6-4الأحبار:يسمى كذلك بالمداد لأنه يمد القلم بالمادة الملونة التي يكتب بها و الأحبار هي في الغالب أصباغ كميائية معدنية عضوية وكانت تجلب من الصين كما كانت تصنع في بلاد العرب وللحبر أنواع متعددة حسب المواد التي يصنع منها أو التي تضاف اليه ومن أهم ماعرف من الأحبار القديمة الحبر الكربوني زهو مايركب من: السناج(الدخان) لاعطاء اللون الأسود الصمغ لتثبيت اللون ،الماء أو الخل لاذابة السناج والصمغ.
وهناك نوع اخر من الحبر يصنع من العفص (ثمار شجر البلوط),و الزاج( كبريتات الحديد و الصمغ ويسمى هذا النوع ب الحبر المطبوخ حيث تطبخ مكوناته على النار أثناء التجهيز،يوجد ايضا حبر يصنع من الورد الجوري حيث يوضع في مرجل  ويغلي الورد جيدا،ثم يقطر ماءه فتبقى العصارة حيث يضاف اليها حديد يتأكسد ويغير لون العصارة ويصبح أسود ثم تجفف المادةحتى تصبح حبيبات تطحن فيما بعد طحنا جيدا وتذاب في ماء حار لتكون حبرا أسود .
6-7 المرسام أو الفرشاة: يستعمل في النصوص المكتوبة على البردي بالخطوط السميكة تعتمد في كتابتها على الحبر الكاربوني بينما
6-8 المشبك:يستخدم لتثبيت الورق يدعى الملزمة يستعمل عند الكتابة
6-9 السكين أو السكينة: أداة حادة تستعمل لبرء القلم
6-10الكرسي (المرفعة): تظهر كقطعة أداة يمكن طيها عند فتحها تأخد هيئة الحرف x
6-11المحبرة(الدواة) :كانت المحبرة مزودة من الحرير أو الصوف أو القطن سماها العرب كرشفا يوضع فيها المداد




    7- الملامح المادية  والفنية للمخطوطات:
7-1 الملامح المادية:
    صفحة العنوان:
قد درج المؤلفون القدامى عنوان المخطوط واسم مؤلفه إما في بداية المخطوط أو في نهايته وكان المخطوط يغلف بورقة بيضاء لتحمل المخطوط من التلوث كما كان البعض يلجا إلى إضافة عنوان المخطوط على هذه الورقة وإذا تأملنا في المخطوط العربي نجد أن العرب في أول عهدهم لم يعرفوا صفحة العنوان وكان الناسخ الذي ينسخ المخطوط يضع العنوان واسم المؤلف في الصفحة الأولى في بعض الأحيان.
عناوين الفصول و العناوين الفرعية:
لم يكن هناك تمييز بين الفصول وعناوينها،و العناوين الفرعية إنما كانت جميعها تشكل نصا واحدا دون تمييز في لون الحبر أو حجم الخط ولكن فيما بعد بدأ يظهر تمييز بين الفصول و العناوين الفرعية بتضخيم الخط أو تغيير لون الحبر ليسهل التمييز بينها.
     الهوامش:
 كان الناسخون يتركون هوامش تحيط بالصفحة المكتوبة تتناسب مع حجم الصفحة حيث كانت تتناسب مع حجم الصفحة  ومع مرور الوقت بدأ قراء المخطوطات بكتابة تعليقات على هذه الهوامش وقد أطلق عليها                    
علامات الترقيم:
لم يعرف العرب علامات الترقيم في القرن الأول للهجرة سوى النقطة التي كانت عبارة عن دائرة في وسطها نقطة أما المخطوطات فتختفي فيها الدائرة وتظهر النقطة للفصل بين الجمل
  التصويبات و التصحيحات:
كان الناسخ إدا أخطأ في الكتابة يقوم بشطب الخطأ ويكتب الصواب بعده أو يضع الصواب فوقه أما الكلمات المنسية فكانت توضع على مواساة السطر في الهامش أو في موقعه الحقيقي إذا توفرت المسافة لذلك.                
ترقيم أوراق المخطوط:
تعرف بطريقة التعقيبات وهي:
أن يثبت الناسخ في نهاية الورقة اليمني تحت أخر كلمة من السطر الأخير أول كلمة في الورقة التالية ،وغالبا ما كانت تكتب بشكل عمودي  ثم جرى ترقيم أوراق المخطوط بالورقة و ليس بالصفحة.
  أحجام المخطوطات:
لم يكن للمخطوط أحجاما ثابتة وإن كان هناك حجمان للمخطوطات العربية في القرون الهجرية الأولى تقارب 25×18سم ،تقارب 18×12سم.
  خاتمة المخطوط:
يذكر المؤلف فيها عبارة أو بيت شعري يدل على انتهاء النص وتحتوي الخاتمة اسم الناسخ و أحيانا مكان النسخ وأحيانا يذكر تاريخ النسخ وفي أحيان كثيرة يذكر تاريخ النسخ باليوم و الشهر و السنة الهجرية
  7-2- الملامح الفنية للمخطوطات:
   الصور و الرسومات:
     كانت الصور تتم بعد انتهاء الناسخ من نسخ المخطوط فكان يعمل على ترك فراغات للصور و الرسوم وقد كانت الصور و الرسومات في المخطوطات العربية تتناسب مع طبيعة الكتاب  أو المخطوط.
    تجليد المخطوطات:
إن أول كتاب مجلد هو المصحف الشريف ولم تكن الجلود في ذلك العهد قد استخدمت  في التغليف ومنذ أواخر القرن الثاني للهجري ،بدأ الجلد يستعمل لتجليد المخطوطات وبذلك عرفت صناعة التجليد عند العرب كل التقدم و النجاح بسبب ما توفره من ظروف ساعدت على ذلك.
الزخرفة و التذهيب:
       كانت المخطوطات في بدايتها تزخرف بخطوط بسيطة الا أنها أصبحت بعد ذلك رسوم هندسية لها أصول و قواعد.وكانت المصاحف مجالا خصبا لهذه الزخارف ، أما التذهيب فقد بدأ في المصاحف ولم يلبث العرب أن نقلوه إلى كتب أخرى و عزفوا عن استخدامه فكتبوا المصاحف بماء الذهب ،يعتبر هذا الفن من أقدم الفنون التي مارسها قدماء المصريين وقد وصلوا به إلى درجة من الإتقان .



8- العلوم المساعدة في دراسة المخطوطات:
* الكوديولوجيا: هو العلم الذي يهدف الى دراسة المخطوط باعتباره قطعة مادية دون الاهتمام بالخط،فمهمة الكوديولوجي تشبه من بعض الوجوه مهمة الأركيولوجي،الدي يهدف الى اعادة بناء القطعة الأثرية المستكشفة لتمكنه من دراسة حضارة من الحضارات الماضية،فالكتاب يدرس بوصفه موضوعا ماديا أي وعاء للنص.
* الفيلولوجيا- علم دراسة النص اللغوي في المخطوطات: تعرف بأنها الحقل المختص بالدراسة العلمية للنصوص التراثية المتضمنة في المخطوطات،ويتضمن دلك الممارسة العلمية النقدية لنصوص المخطوطات،فهو بدلك العلم الذي يعنى بالنص المؤلف ومضمونه العلمي الدي كتبه المؤلف نفسه.
* الباليوغرافيا- علم دراسة الخطاطة القديمة: وهو علم دراسة وقراءة الخطوط القديمة وهو مشتق لغويا من مركب في اليونانية القديمة باليو تعني القديم،وغرافيا تعني الرسومات أو الخطوط أو الوصف أوالكتابة لجهة تاريخها وتطورها واستخدامها في القديم والمعاصر،وبدلك فهو وصف وقراءة الخطوط القديمة ويسمى أيضا علم الخطاطة وهوعلم دراسة الخطوط القديمة محاولة لقراءة المخطوطات القديمة وفك رموزها  






9-العوامل المؤثرة على سلامة المخطوطات:
أما العوامل التي تؤثر على المخطوطات فتختصر في مايلي
  -  الضوء
  - الهواء سواء شديد الرطوبة أو شديد الجفاف
  - التغيرات الفجائية في درجات الحرارة
  - الرطوبة
  - الأتربة
  - زيادة الغازات الضارة في الهواء مثل ثاني أكسيد الكاربون و الأزوت
  - الطفيليات كالحشرات و الفطريات
   - الفيضانات المفاجئة




10-طرق معالجة المخطوطات
   فهرسة المخظوظات
ان فهرسة المخطوطات لم تلقى العناية التي لقيتها فهرسة الكتب المطبوعة ،فليس هناك تقنين موحد متفق عليه في فهرسة المخطوطات
شأنها شأن المطبوعات
كانت الفهارس المعدة في شكل كتاب أنسب الأشكال لفهرسة المخطوطات
والفهرسة هدفها وصف المخطوط وتقديم كل ما يقدمه لنا صورة دقيقة عنه،لا دراسة موضوعية وتبيان أبوابه وفصوله وعلى هدا فان فهرسة المخطوط يجب أن تتضمن الأمور التالية
1- اسم المخطوط
2-اسم المؤلف
3- ذكر فاتحة المخطوط
4- خاتمة المخطوط
5- عدد الورقات ونوع الورق
6-نوع الخط وألوان الحبر
7-اسم الناسخ وتاريخ النسخ
8- الجلد
9- مصدر المخطوط
10- الملاحظات
11- المصادر
        تجليد المخطوطات
إن بدور صناعة التجليد وجدت مند عهد أبي بكر،وإن المصحف هو أول مخطوط عربي جلد بالمعنى الواسع لكلمة التجليد حيث أن اللفظ مشتق من كلمة جلد ، ولم تكن الجلود قد استخدمت في التغليف آنذاك وإنما كانت الصورة الأولى للتجليد هي أن يوضع المخطوط بين لوحتين من الخشب مثقوبين في مكانيين متباعدين من ناحية القاعدة ، ويمر بها خيط من ليف النخيل يبدأ بأحد اللوحين ثم تخرز به صحف المخطوط حتى ينفد إلى اللوح الأخر من الناحية المقابلة
وقد أخد العرب هذه الطريقة البدائية من التجليد عن الأحباش،وحتى
القرن الثاني الهجري لم يكن لدى العرب كتاب يمكن أن يجلد غير
المصحف الشريف ، ومند ذلك الوقت بدا ميدان التجليد يتسع ويجتذب الناس اليه ، والواقع أن صناعة التجليد وجدت في بلاد العرب تربة خصبة تمدها بأسباب النمو والازدهار،فقد كانت صناعة الجلود موجودة ومتقدمة في  مناطق متفرقة في البلاد العربية كمصر واليمن وهكذا وجدت صناعة التجليد العربية
صيانة وترميم المخطوطات
صيانة المخطوط مفهوم علمي واسع يهدف إلى إحياء التراث القديم للمخطوط ،والأحياء يعني إزالة بصمات الزمن التي ظهرت على المخطوط،بحكم قدمه وتعرضه لمختلف الأجواء المعاملات أينما وجدت،وهدا يعني أن الصيانة تشمل في مفهومها التعامل مع المخطوطات التي أصيبت فعلا أو ذات الاستعداد للإصابة  ولا يخفي علينا دور الصيانة في إعادة حالة المخطوط إلى ماكانت عليه قبل الإصابة بقدر ما تسمح حالة إصابته سواء اختص دلك
11- تحقيق المخطوط
التحقيق هو إثبات صحة المخطوط من حيث عنوانه واسم مؤلفه ومتنه (المادة العلمية )وتقديمه للمطبعة بعد ذلك لنشره ليطلع عليه عامة الناس ويسمى علم تحقيق الوثائق (الدبلوماتيك)
عند تحقيق مخطوط قديم مثلا يجب على المحقق أول الأمر أن يسعى إلى معرفة نسخه العديدة التي تكون مبعثرة في مكتبات العالم .
أما تحقيق المخطوط فهدفه تقديم ونشر المخطوط صحيحا كما وضعه مؤلفه دون شرح ويقضي عمل التحقيق ما يلي:
-        التحقق من صحة المخطوط واسمه ونسبته إلى مؤلفه
-        إذا كانت النسخة إما(أصلية)فتثبت كماهي:
-        إذا كان المؤلف نقل نصوصا من مصادر من مصادر ذكرها فتعرض هذه النصوص على أصولها ويشار في الحاشية بإيجاز إلى ما فيها من زيادة ونقصان
-        قد يخطئ المؤلف في كتابة لفظ أو اسم فيستطيع المحقق أن يصحح الخطأ في الحاشية .

          



  خاتمة:
إن المخطوطات هي الإرث التاريخي والموروث الثقافي الذي لا تنفذ مضامينه عبر الزمن لذلك يجب الاحتفاظ بها وهي جزاءا هاما من التراث الوطني الذي يتم توارثه من جيل إلى آخر للحفاظ عليه وصيانته.


     




   

                    
 قائمة المراجع:
§                   الكتب:
§                   قندليجي،عامر إبراهيم.ربحي ,مصطفى عليان.مصادر المعلومات من عصر المخطوطات إلى عصر الانترنت.عمان:دار الفكر، 2000
§                   كليب، فضل جميل .خليل عبيد،فؤاد محمد.المخطوطات العربية فهرستها علميا  وعمليا.عمان :دار جرير ،2005
§                   النشار، السيد السيد .في المخطوطات العربية.مصر:دار الثقافة العلمية،1997.
§                   نهر،هادي.تحقيق المخطوطات والنصوص ودراستها:المناهج و القواعد و الإجراءات.الأردن:دار الأمل،2005
§                   السنطبي،محمد عصام .أول مخطوط وأخرها
§                   بنين ،احمد شوقي .،طوبي مصطفى .معجم مصطلحات المخطوط العربي قاموس كيدوكولوجي
§                   المذكرات:
§                   مزلاح،رشيد.الأنظمة الآلية ودورها في تنظيم مخطوطات مكتبة جامعة الأمير عبد القادر واقع وأفاق .مذكرة ماجستر,علم المكتبات,2006
§                   www.arabain.net /arabiaall/9-11-2014



هناك 4 تعليقات:

  1. شكرا جزيلا على هذا العمل

    ردحذف
  2. مقال مفيد جدا من حيث المحتوى و من حيث التنظيم شكرا على هذا الاتقان

    ردحذف
  3. ممكن مقارنة بين المخطوط والأرشيف

    ردحذف
  4. مقال مفيد جدا شكرا

    ردحذف