أدى التّزاوج الحاصل بين تكنولوجيا
المعلومات و وسائل الاتصال الحديثة دى إلى
زيادة في الإنتاج الورقي عامة و الأرشيف والالكتروني بصفة خاصة، فتطوّر المعرفة،
كان السبب وراء تطوير مختلف الأنشطة التي يقوم بهـا الإنسان، خاصة الإدارية منها و
التي تقوم على تسير و تنظيم مختلف الوثائق التي تنتجها هته الإدارة، و التي تتحول إلى
أرشيف.من هذا المنطلق – إدارة الأرشيف – تضاربت المدارس الأرشيفية العالمية حول تحديد مفهوم
الأرشيف، كل تحذوا إلى تطبيق مفهومها الذي تري بأن تعريفها هو الأصح.فالمدرسة الفرنسيــة
الكلاسيكية التي تقوم على مبدأ الأطوار الثلاثة لوثيقة الأرشيف، إذ ينحصر
مفهومها على أساس أن الوثيقة تعتبر و منذ نشأتها عبارة عن أرشيف و مهما كان شكلها،
وعائها أو تاريخ نشأتها.
أما المدرسة الأنجلوسكسونية، و التي
تمثلها كنــــدا ذات المبدأ المغاير تماما للنظرة الفرنسية، و لو أن المبدأ
قائم دائما على نظرية"تيودور شلينبرغ" المتمثلة في الأطوار
الثلاثة للأرشيف. بيد أن المدرسة الكندية
انطلقت من مبد أن الوثيقة، و مبدئيا تحمل في طياتها القيمة الإدارية و القانونية
فقط. لذا فإن هذه المدرسة تكرس القيمة الإدارية للوثيقة إلى غاية اكتمال نصاب
القضايا الإدارية من استغلال الوثيقة لتكتسي حينئذ القيمة الجديد التي تصنف في حقل
الأرشيف، فمفهوم الاستعمال الإداري يوضح المعنى الذي أعطته هذه المدرسة لمفهوم
الأرشيف، و الحذو الذي مشت فيه المدرسة الأسترالية و جعلت منه قاعدة عمل مقننة
تطبق في هذا المجال ألا و هي إدارة الوثائق.